الرحيل ولمحة عن استشهاد الشاعر والعلامة المحقق عبد الصاحب عمران الدجيلي

 

الرحيل ولمحة عن استشهاد الشاعر والعلامة المحقق عبد الصاحب عمران الدجيلي




الرحيل ولمحة عن استشهاد الشاعر والعلامة المحقق عبد الصاحب عمران الدجيلي



كتب هذا المقال ليوضح الحقيقة الكاملة عن كيفية أغتيال الشاعر والعلامة المحقق عبد الصاحب عمران الدجيلي الخزرجي, وذلك لانتشارعدة روايات واخبار كاذبة ومزيفة في مدونات ومواقع عديدة على شبكة الانترنت تروي خلاف ما جرى له.


حين ثنيت الوسادة لصدام وأقلب موازين البلد رأسا على عقب بل وأسقط البلد في فتن وحروب لاحصر لها , حيث انه سخر كل شئ لمشيئته حتى الشعائر الدينية جعلها بيد الجهلة والمأجورين وفتح من كل جانب الأبواب الى المزمرين والذنابى من الناس وقلدهم اليناشين والأوسمة وجعل افكاره المريضة تختمر في عقولهم الناقصة , اضافة الى عداءه السافر وحقده الدفين الى اهل البيت (عليهم السلام) ومواليهم , لذلك ترك قسم من الناس مبادئهم وحقوقهم خوفاً من جبروته .


لذلك فضل الشهيد عبد الصاحب عمران الاعتكاف في البيت أسوة بنظرائه , حيث كان ينظم قصائده الشعرية سراً وهي موجودة في ديوانه (انسام واعاصير الجزءالثاني الذي لم ينشر بعد الى وقتنا الحالي ) التي جسد فيها تلك الأيام التي كُتمت بها أنفاس العلم والمعرفة وأنكفئ الدين وأزهقت ارواح رجاله , كذلك الاعلام والعلماء وقادة الرأي السديد عندما ابتدء بتصفية الرموز الدينية والفكرية والسياسية منهم السالكين جانب التقية حينذاك , حيث الذين يعارضون الطاغية جهرا كانوا في الركب الأول والرعيل المتقدم للاستشهاد.


كان المؤلف قد نظم القصيدة (الألفية الغديرية) بحق أمام المتقين وسيد العرب الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) وكتبت على بابي الذهب لحرمه المطهر في 1/2/1980  والتي كان نصف القصيدة الاول على الباب الذي يجنب المنارة الشمالية والنصف الثاني على الباب الذي يجنب المنارة الجنوبية للحرم المطهر في مدينة النجف الاشرف,لكن حكومة الطاغية رفعت القصيدة من البابين سنة ۱۹۸۷ أثناء الحرب العراقية الايرانية.


بعدها جاءه لفيف من أشباه الأدباء في النجف طالبين منه ان يمتدح الطاغية ويظهرعلى الهواء بأعمال ادبية وشعرية لهذا الغرض مثل ما قام به قسم كبيرمن الشعراء والأدباء وأغلبهم جبراً , ولكنه لم يكترث لطلباتهم ثم تكررت عودتهم اليه وكان يلتزم الصمت تارة وبعذرمن هنا وهناك تارة اخرى, ولكنه شعران حبل المنية بدأ يلتف حول رقبته سيما وان الأقدار أصبحت والعياذ بالله بيد المتنمرين والمتلونين الذين يأتمرون بهتاف الشيطان ويحتنكون خيار الناس بعد أن غدت النجوم المتلألئة في سماء الأدب والعلم تهوى الواحد تلو الآخر بأشارة من الأصابع القذرة للأهبل المأمور والذي جبلت نفسه منذ الصغر على الإجرام بكل أنواعه وفنونه وصوره البشعة الفريدة.


يوم الخطب الأوجع... (يوم الاستشهاد)


في تاريخ 13/1/1995 في ليلة عاصفة ذات برد قارص وبعد صلاة العشاء حيث دخل الى المنزل خلسة اربعة اشخاص غير ملثمين مدعين انهم رجال أمن جاءوا لتفتيش المنزل, ولكنهم بالحقيقة كانوا من عصابات الطاغية صدام الذين تجردوا من كل دين وشرف وانسانية حيث قاموا بحبس العائلة في غرفة واحدة ودخلوا جميع غرف المنزل وعبثوا في الاغراض والخزانات وبعد خروجهم من المنزل وجدناهُ معلقاً من رقبته على نافذة احدى غرف المنزل من الخارج حيث قاموا بقتله شنقاً وخنقاً حيث اكتشفنا لاحقاً اثر اصابعهم القذرة على حنجرته وهو بعمر الثلاثة والثمانين سنة ومبتلى بعدة امراض.


في اليوم التالي اهتزت مدينة النجف الاشرف بهذا الحادث المروع وتسائل اعيان المدينة وعامة الناس كيف ترحل مثل هذه النفوس والارواح التي طالما جاهدت لنصرة الحق والدين والعلم على ايدي شُذاذ الافاق والرعاع فنقول لهم بئس المطيتة التي امتطيتموها وخابت ظنونكم ولبئس ما قدمت لكم أيديكم وسولت لكم انفسكم.


ثم جاء أمرالعزيز الجبارعز وجل في بشرى له ولمن سبقه كرامة الشهادة التي ما يلقاها الا ذو حظ عظيم, حيث كما ذكرنا في بداية المقال حول قصيدته (الاليفية الغديرية) التي رفعها الطاغية صدام سنة 1987 حيث ان بعد استشهاده ظلت روح الشهيد تسجد على اعتاب امير المؤمنين علي (عليه السلام) مكان القصيدة المرفوعة وكأنها تنادي بعودة القصيدة وفعلاً في عام 2012 قامت العتبة العلوية المقدسة بأعادة القصيدة في نفس المكان وبدون اي تدخل منا نحن اهل الشهيد ولله الحمد وصل على محمد وآل بيت محمد.


                                                                 كتب هذا المقال بقلم نجل المؤلف علاء عبد الصاحب الدجيلي 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا