ترجمة في حياة الشهيد العلامة عبد الصاحب عمران الدجيلي ودوره في الصحافة ومحافل الشعر والأدب

ترجمة في حياة الشهيد العلامة عبد الصاحب عمران الدجيلي ودوره في الصحافة ومحافل الشعر والأدب



ترجمة في حياة الشهيد العلامة عبد الصاحب عمران الدجيلي ودوره في الصحافة ومحافل الشعر والأدب 




هو الشيخ عبد الصاحب بن عمران بن موسى بن علي بن عبد الله بن احمد بن عبد الله الدجيلي الخزرجي، المولود في العراق/ النجف الاشرف سنة ۱۹۱۲ وأستشهد في سنة ۱۹۹۵.

اتجه في العشرينات من عمره نحو الدراسة العلمية الذاتية لدى المراجع والعلماء، ثم غب المواظبة والاستمرار وثقف الكتب المقررة الثلاثة باللغة العربية وكتابي المنطق وكتابي البلاغة وكتابي الأصول وكتابي الفقه وكتباً عديدة في الكلام والفلك والرياضيات حسب الطريقة المتبعة في ذلك الوقت، كل ذلك أثناء دراسته بالمدارس وتحصيله وتتبعه وتفرده بالفطنة وسرعة الفهم والتأمل ، واساتذته في ذلك كثيرون منهم والده الذي كان عالما ومحققا لكثير من الأمور وله مؤلفات عديدة.

 ثم إنبرى وبسرعة إلى الكتابة في الصحف والمجلات في أمور الأدب كافه واقسام كثيرة، وكان أولها في محافظة النجف الاشرف في صحف كثيرة منها الراعي والهاتف والعدل.

وفي سنة ۱۹۳۷استدعي الى وزارة المعارف وعين على ملاك التعليم وأستمر ثلاثين عاما، ثم تقاعد في 18/2/1967دون أن يترك نشاطاته الأدبية والشعرية خلال خدمته الطويلة، حيث كتب العديد من المقالات الأدبية والشعر المقيد في صحف بغداد في ذلك الوقت ومنها الانقلاب والمعرض والرأي العام والعراق والاستقلال واليقظة والأيام، كذلك في صحف القاهرة في مصر ومنها المساء والاخبار والتراث العربي، كذلك في المجلات التي تصدر في بغداد ومنها الاقتصاد والمرشد والمناهل وعالم الغد والمعلم الجديد والتراث الشعبي والكتاب، وكذلك كتب في مجلة العرفان بصيدا في سوريا والمرشد العربي باللاذقية والطليعة والمجمع العلمي العربي بدمشق، وفي مجلة الف باء العراقية المعروفة.

وبالاختلاف على نوادي ومجالس النجف الادبية وحضور الحفلات الحافلة بشيوخ الأدب والشعراء المحلقين، ففيها شدَا القريض ونظم الشعر والتصيد معززا الملكة والقابلية بمراجعة دواوين العرب وكتب في اصول الادب بالإضافة الى الكتب اللغوية والتاريخية والموسوعات وغيرها . 

 كذلك شارك في المساجلات والمناظرات الشعرية والادبية حيث كان المختار من قبل نخبة من رجال العلم والفكر والادب وكتب لهم وأخرج بعض مؤلفاتهم ومصنفاتهم وقوم الكثير من كتاباتهم، وسنأتي على تفاصيل مؤلفاته وتحقيقاته لاحقا والتي بذل فيها جهود طويلة وواسعة في حقول التضلع والتأليف والنشر فكانت تمثل حقيقة سفرا شاقا خلال حياته كلها اضافة الى نوادي النجف الأدبية ومحافلها العلمية بين الأربعينات والستينات كانت تومأ له بالبنان على نبوغه وحدة ذكائه وتنحني له بالتحية في مناظراته الشعرية وكان منها أرتجالية مع اقرانه من أقطاب الشعر والادب .



شخصيته الأدبية والسياسية والاجتماعية



ورث من أباءه وأجداده أصول المعرفة والبحث والتنقيب، الذين كان لهم ما يكفي من الزعامة في العلم والدين والادب، وقد مهدت له سبل النجاح فشبل يرتع من رياض كافة العلوم في كنفها وهو في سن الخامسة عشر من عمره، وكانت سنين شبابه مخصصة للبحث والتحقيق مجانباً ما يشغل الشباب في حينه ولا نستكثر أن قلنا ان الذين عاصروه يعترفون بمكانته بل لا ينسوه، وكانت هنالك الفيض من تزكياتهم لأنتاجاته المتميزة بأسلوب حضاري مقنع لكل مخالف او مؤالف، وبعيدة عن كل ما يثير خصومه أو أي شرارة تنطلق من هنا وهناك، ويمتلك المؤلف موهبة تلمع في صدره منذ الصغر وتجلت عبر السنين في خطاباته الشعرية ومقالاته بوسائل الاعلام من الثلاثينات في القرن التاسع عشر الميلادي متوقد الحماس لوطنيته ودينه بمواقفه الشامخة كباسقات النخل ضد القهر والتسلط والظلم.


وكان دائما يعمل بضمير حي ونقي وشكيمة صلبة لا تكسر تعرض بها لأكثر من مرة للاعتقال والسجن وليس لأني نجله حتى اطلق لقلمي العنان وأسجل فيه ما أشاء عنه، لكنني كنت أراقبه دوما وأنا طالب مبتدئ وهو يخلو الى مكتبته ليستريح فيها ناسيا زخرف الحياة ومباهجها ويطلب العلم من بحوره المتلاطمة أمواجها من كبرى الموسوعات و المصنفات العلمية والتاريخية طاویاً كل ساعات الليل معتبرا ذلك تسبيحا وجهادا في سبيل الله تعالى.

أن مثل هذه الشخصية الأدبية والتاريخية تعودت أن تجند كل انتاجاتها لخدمة آل البيت عليهم السلام أولًا وآخراً فهي لا تكتب بقلم مستأجر أو أسلوب ضحل، وكل مؤلفاته عندما تمضي في قراءتها تأخذك الى ما تريد أن تروي به ظمئك من المعرفة والحقيقة وشتى العلوم التي انفردت بها أمة العرب والاسلام يوم فتحوا الحصون المنيعة والقلاع العالية وأرسوا الحجر الأساس لأعظم حضارة في التاريخ.


بقلم نجل المؤلف - الحقوقي علاء عبد الصاحب الدجيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا